بهية الحريري في تكريم المربي جان داود في بلدية صيدا: نحتاج الى خبرته ومناقبيته لنكمل معا مسيرة النهوض بوطننا

كرمت الهيئتان التعليمية والادارية في مدرسة الفنون الانجيلية الوطنية للبنات والبنين في صيدا رئيسها المربي الدكتور جان داود، في احتفال أقيم في قاعة مصباح البزري في مبنى القصر البلدي في صيدا، برعاية رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وحضوره.

وشارك في الاحتفال النواب: بهية الحريري، ميشال موسى وباسم الشاب، رئيس الكنيسة الانجيلية القس مخايل سبيت، رئيس دائرة التعليم المهني في الجنوب سمير حمود، أعضاء المجلس البلدي في صيدا، رئيسا بلديتي البرامية جورج سعد وبقسطا إبراهيم مزهر، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، رئيس بلدية صيدا الاسبق المهندس احمد الكلش، منسق "تيار المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود، المسؤول السياسي ل "الجماعة الاسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود، الأب ساسين غريغوار، رئيسة جمعية قدامى متخرجي مدرسة الاميركان مهى الحريري، المنسق العام للشبكة المدرسية في صيدا والجوار نبيل بواب، ممثلو بلديات ومخاتير وحشد من الشخصيات التربوية والاجتماعية والتربوية والصحية وممثلون للجمعيات الاهلية وأعضاء الهيئتين التعليمية والادارية في المدرسة.

السعودي
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، فعرض فيلم عن المكرم داود، ثم كلمة ترحيب من عريف الاحتفال احمد جرادي، فكلمة راعي الاحتفال المهندس محمد السعودي الذي قال: "لطالما كان التعلم والتعليم في مدينة صيدا يحظيان باهتمام أبناء المدينة، الذين سعوا دائما وراء التحصيل العلمي سواء في المدينة او حول العالم. من هنا كانت المدينة دائما تستقطب المتعلمين من جوارها، وتستقطب، في الوقت نفسه، المعلمين والمربين من كل لبنان والعالم. ومدرسة الفنون الانجيلية تحديدا، لها تاريخ طويل في مدينة صيدا منذ أن كانت في المدينة القديمة وانتقلت لاحقا الى حيث هي اليوم". 

وأضاف: "تعاقب الكثيرون على ادارة هذه المدرسة ، وكل من تولي ادارتها على مدى اكثر من 150 عاما قدموا مساهمة في تطور المدرسة نفسها والأكثر من ذلك ساهموا في تطور مسيرة التعلم لدى ابناء المدينة.
صحيح ان كل من تعاقبوا على ادارة مدرسة الفنون، نسجوا مع المدينة علاقات أخوية وودية، لكن الحق يقال، ان الرئيس الشيخ جان داود كان من أكثر من أثروا في محيطهم، وخصوصا انه في أوائل توليه مهماته في المدرسة، كان يحمل فكرا تقدميا على مستوى علاقة المدرسة بالطالب، ولم يقبل يومها الشيخ داود ان يبقى وحده مميزا في هذا المجال، بل ساهم من خلال الشبكة المدرسية التي هو من مؤسسيها في مشاركة ما يحمله من خبرة وتطلعات مع باقي المدارس في صيدا".

وتابع: "18 عاما قضاها الشيخ داود في ادارة المدرسة، اي ما يوازي 15 في المئة من مسيرة مدرسة الفنون عموما، قام خلالها بنسج افضل العلاقات مع محيطه من أبناء مدينة صيدا او القرى المجاورة، وتخرج تحت رعايته 18 جيلا من الطلاب، تشهد لهم جامعاتهم التي التحقوا بها بأنهم من افضل من حصل العلم في المرحلة المدرسية، ويشهد لهم محيطهم انهم اشخاص قادرون على التكيف اينما حلوا".

وختم: "اليوم، وقد شارفت هذه المسيرة على الانتهاء في مدرسة الفنون الانجيلية، لتبدأ حتما في مكان آخر، من الصعب ان تعطي اي انسان حقه عن 18 عاما من العطاء في بضع فقرات. لكن المؤكد ان ما أسس له الشيخ جان داود خلال كل هذه السنوات، سيبقى يعطي اثاره الطيبة للسنين المقبلة، وبصفتي الشخصية، وبصفتي رئيسا لبلدية صيدا وباسم كل أبناء المدينة، اتوجه بالشكر الجزيل الى الشيخ داود على ما قدمه، وبالتأكيد سيبقى تلامذة مدرسة الفنون وابناء مدينة صيدا يذكرونه بالخير". 


مشنتف
ثم تحدث شادي مشنتف باسم الهيئة التعليمية مثنيا على "مناقبية الاستاذ جان داود خلال رئاسته لمدرسة الفنون الانجيلية خلال هذه السنوات 18 التي مضت". 


السايس
وقال رئيس جمعية الكشاف اللبناني ماهر السايس: "نلتقي اليوم لنكرم مربيا واستاذا ومعلما واداريا برع في عمله واحبه واتقنه حتى اصبح مثالا للمدير والرئيس والمربي وحكما الاخ والصديق الوفي.
عندما علمنا في جمعية الكشاف اللبناني ان الهيئة التعليمية لمدرسة الفنون تعتزم اقامة احتفال تكريما للاستاذ جان داوود لمناسبة انتهاء مهماته رئيسا للمدرسة، طلبنا ان يسمحوا لنا بمشاركة متواضعة بهذا التكريم نظرا الى ما يمثله المكرم من عنوان للتعاون والدعم الكبيرين بين رئيس احد المدارس التي تتواجد فيها افواجنا وبين جمعيتنا".

أضاف: "لم يكن الاستاذ جان رئيسا عاديا بالنسبة الينا، لقد كان جزءا لا يتجزأ من عملنا ونشاطنا طوال العشرين عاما الماضية، لقد كان قائدا لمسيرة الفوج لا رئيسا للمدرسة فحسب".

وختم: "لم يتوان يوما عن مواكبة النشاطات، من مخيمات، او رحلات، او احتفالات. كان دائما في الصفوف الامامية يشجع ويبادر الى اطلاق الافكار التي تدعم النشاط الكشفي.
تتواجد جمعية الكشاف اللبناني في معظم المدارس الانجيلية في لبنان والتعاون مع السينودس في هذا المجال هو مثال للتعاون بين المؤسسات الاكاديمية والجمعيات الاهلية التي تعنى بالفرد والناشئة، وهذا بالطبع يعود الى الفكر المنفتح الذي ينتهجه السينودس والغطاء الابوي الذي نلاقيه من رؤوساء المدارس، وعنوان هذا الغطاء ورمزه اسمه: الاستاذ جان داود".

الحريري
وقالت النائبة الحريري: "قبل ما يقارب المئة عام كانت التجربة الوطنية اللبنانية على كل المستويات قد بلغت سن الرشد، قادة ومؤسسات وأفرادا، يوم بدأت ملامح قيام دولة لبنان الكبير في أيلول 1920. كانت المدن اللبنانية مكتملة العناصر بفضل كوكبة من المؤسسات العلمية والتنويرية التي رعت أجيالا وأجيال منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن العشرين وعندما بدأ التفكير في اختيار عاصمة للبنان. كانت صيدا إحدى تلك المدن المرشحة لتكون عاصمة لبنان الكبير.
أردت أن أعود إلى الجذور الطيبة والصلبة لبنية المجتمع الوطني الصيداوي التي كان لمدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية للبنات والبنين في صيدا دور تأسيسي لنهضة صيدا كعاصمة للعلم والمعرفة والتمايز. إذ نشأت مدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية بدءا من مدرسة البنات في العام 1862، يومها لم يكن في صيدا بلدية، ولم يكن في كل لبنان حياة تمثيلية مما يجعل من هذا اللقاء التكريمي للرائد التربوي الكبير الأستاذ جان داود وبرعاية كريمة من رئيس البلدية الأستاذ محمد السعودي تجسيدا لمسيرة من الخير والعطاء والإنجاز والوطنية منذ العام 1862 حتى الآن".

وأضافت: "لقد أدرك الصديق العزيز الأستاذ جان داود منذ العام 1997 أعباء تلك المسؤولية التي تحملها بكل جذورها وأبعادها الحضارية والإنسانية والعلمية والوطنية وسجل النجاح تلو النجاح وكان أمينا على تراث هذه المدينة وعلاقتها بمدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية للبنات والبنين في صيدا المزروعة في وجدان الأجيال الصيداوية على مر العقود والسنين 
وكما حفظت مدينة صيدا لكل الرواد الذين قادوا التجربة الرائدة لمدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية للبنات والبنين في صيدا وأصبحوا جزءا من نسيجها وأهلها، فإنه ليشرفنا أن نرحب بالمربي الكبير الأستاذ جان داود أبا وأخا وصديقا ومواطنا أصيلا من أبناء صيدا الخير والعطاء".

وختمت: "إننا نتطلع إلى استكمال مسيرته معنا بالمتابعة والرعاية والإهتمام .. لأننا اليوم في حاجة الى خبرته ومناقبيته أكثر من أي وقت مضى لنكمل معا مسيرة النهوض بوطننا الحبيب لبنان". 


داود
ثم القى المحتفى به الدكتور داود كلمة قال فيها: "لقد تمرست طويلا في تكريم الآخرين، ولم أستعد يوما لأن أكرم، وها أنا اليوم أنتقل إلى معسكر المكرمين. فشكرا لكم على هذه المبادرة المعبرة تجاه شخصي.
وهذا ما يزيد إيماني بكم ويتيح لي التعبير عن إمتناني لمبادرتكم التي سترافقني ما حييت".

أضاف: "لقد بدأت رسالتي التربوية منذ العام 1973، يحدوني أمل المساهمة في مساعدة أجيال من الطلاب التائقين إلى العلم والمعرفة، المحتاجين إلى التشجيع ورفع المعنويات. ثم انتقلت إلى مدينة صيدا فحصلت على وسامي الأول عندما استقبلني أهلها واحدا من أبنائها.
أما الوسام الثاني فحصلته يوم كرمني أبناء المدينة بأن منحوني رتبة مواطن شرف من دون حق الترشح أو الإنتخاب، فخالفت هذين الشرطين وانتخبتكم جميعا أحباء إلى قلبي.
أما الوسام الثالث فهو العمل الفريقي الجماعي الذي كان لي شرف المشاركة فيه منذ البداية، وهو الشبكة المدرسية برعاية معالي السيدة بهية الحريري، بحيث أثمر عملنا بادرة وضعت صيدا على خارطة مشاريع التربية الدولية، فشكرا لك سيدتي".

وتابع: "ووسامي الأخير كان قدري الجميل إني أصبحت جزءا من نسيج لبناني صميم محصن ضد الطائفية و المذهبية، إذ وجدت نفسي فس بيئة حاضنة من دون شروط.
أما صاحب الرعاية الصديق الكبير الرئيس المهندس محمد السعودي الذي عكس شخصيته المرحة المتفائلة على مدينة صيدا فإذا بها ورشة عمل متكاملة من حدائق إلى بنى تحتية إلى تأهيل طرقات في صيدا القديمة وإنهاء مسلسل جبل النفايات و شبكة الصرف الصحي".

وختم: "ما تكريمي اليوم سوى محطة إنتقال من الإدارة المدرسية بكل شجونها وأفراحها إلى رحاب عمل آخر هو الإرشاد النفسي الأجتماعي التربوي العائلي الهادف إلى حماية تماسك العائلة اللبنانية التي تنوء تحت الأعباء المعيشية المختلفة وأيضا دعم المدرسة بل المعلم لتستقيم العملية التربوية بما يجسد قيمنا اللبنانية الأصيلة.

دروع وهدايا
بعد ذلك قدمت النائبة الحريري وبمشاركة النائبين موسى والشاب والمهندس السعودي الدروع التكريمية وهدايا الهيئتين التعليمة والادارية والأساتذة: ريما مجذوب ومنى كاعين واحمد جرادي. وقدم السايس درعا تكريمية الى المحتفى به بإسم جمعية الكشاف اللبناني. وهدية رمزية قدمتها مسؤولة مكتب القبول في جامعة سيدة اللويزة - فرع دير القمر مايا ابو خزام وسط تصفيق الحضور.