احتفال لـ"التنمية والحوار" بعيد البشارة بمشاركة "المبرات" و"المخلص"
لمناسبة العيد الوطني لبشارة السيدة مريم العذراء وبرعاية راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد اقامت حلقة التنمية والحوار بالتعاون مع اللقاء الاسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم ، احتفالا بعنوان "العيش الواحد مشتركات وتحديات "، تخللته اناشيد وترانيم دينية من وحي المناسبة قدمتها مجموعة من فتيات جمعية المبرات الخيرية التابعة لمؤسسة العلامة السيد محمد حسين فضل الله وجوقة المخلص، وتحدث فيه الى جانب المطران حداد "رئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر وامين عام اللقاء الاسلامي المسيحي حول السيدة مريم الدكتور ناجي خوري".
واكد المطران حداد في كلمة له خلال الحفل ان "البشارة اليوم تدعو كل مسؤول لأن يقوم بواجبه بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية الى احترام الدستور ونشر السلام في الوطن".. واعتبر ان "البشارة تبعد التكفير الديني لأنها نابعة من الله والله لا يكفر احدا " لافتا الى ان هناك" بشارة في الداخل وعلى الحدود مكفرون" وقال: " غريب هذا الأمر .. ونحن نراهن على لبنان البشارة لا على داعشية لبنان".
حضر الإحتفال الذي اقيم في قاعة مركز التنمية والحوار في مجدليون - شرق صيدا : النائبان ميشال موسى وعلي عسيران، ممثل النائب بهية الحريري منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مطران صور للموارنة شكرالله الحاج ، ممثل المطران الياس نصار المونسنيور غازي خوري، النائب الأسقفي للعلاقات العامة في المطرانية المونسنيور الياس الأسمر ونائب المطران حداد الأب توفيق حوراني وامين سر مطرانية صيدا للروم الكاثوليك الأب سليمان وهبي ، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود ، ممثل القوات اللبنانية منسق قطاع الزهراني ادغار مارون ، السفير عبد المولى الصلح ، رئيس لجنة ادارة مستشفى صيدا الحكومي الدكتور هشام قدورة وممثلون عن عدد عن هيئات المجتمع المدني في صيدا والجنوب.
واضاف: العالم ينقسم بين حضارتين : حضارة الدين وحضارة العالم ، ولرواد العقل لا صراع بين الحضارات، وعندما يدخل الصراع تنتفي الحضارة لأن الحضارة رقي اما الصراع فهو جهل وانحدار ، لذا فالصراع متأت من جهل الحضارات وسوء فهمها . هذه الصورة تصور لنا أن كل مسيء لإنتمائه الحضاري يتطرف ويسيء الى اصوله ، واصبحت كلمة الأصولية مرادفة للتطرف بينما هي عودة الى الأصل . ويا ليتنا نعود الى اصولنا لوجدنا انها سليمة المنشأ مهذبة الميول متزنة الخطى فاتبعناها .وعيد البشارة اليوم هو من تلك المحطات التي تعيدنا الى الأصول . في عيد البشارة تنتفي الخلافات ولو كثرت التنوعات ، وجوهرها دعوة الانسان الى التوبة والتقرب من خالقه .. تدخل البشارة كل مضامين الحياة وتقول ان الانسان هو اكبر قيمة من السياسة وهذه الأخيرة ليست الا لخدمة المواطن وعيشه بكرامة . البشارة اليوم تدعو كل مسؤول ان يقوم بواجبه بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية الى احترام الدستور ونشر السلام في الوطن.
وخلص للقول: ان البشارة تبعد التكفير الديني لأنها نابعة من الله والله لا يكفر احدا . بشارة في الداخل وعلى الحدود مكفرون . غريب هذا الأمر وعليه نراهن على لبنان البشارة لا على داعشية لبنان . نراهن على المستنيرين في الديانات السماوية لا على المسيئين للقرآن والانجيل ونراهن على انتصار الله لا على تشويه صورته.
واضاف: ان خطورة الأوضاع الحالية وتداعياتها على مستقبل الوطن وصيغة العيش الواحد تستدعي منا جميعا بدون مزايدات وتقاذف التهم ودفع المسؤوليات ان نباشر بخطوات عملية تتناول بداية وقف الهجرة المتسارعة وخصوصا هجرة الشباب ومعالجة اسبابها المعيشية والأمنية ، يليها وضع ضوابط وطنية لعمليات تبادل ملكية الأراضي والنزوح من مناطق الاختلاط في السكن الى مناطق ذات لون واحد حيث لم يبق من معالم هذا العيش المشترك في المدن الكبرى وبعض مناطق النزوح الذي فرضته الحرب الا ما نراه ونقرأه في سجلات لوائح الشطب غير المدققة والمتخمة بأسماء الوفيات او الذين هاجروا وفي يقينهم عدم العودة الى الوطن بشكل نهائي . في هذا الزمن المفصلي الخطير اصبحنا عراة امام تاريخنا الذي نفتخر به ولم يعد يستر عرينا الا استذكار صور الماضي الجميل من دفاتر مدننا وقرانا الملونة بقصص الألفة والمودة وفي سيرة اسلافنا الذين عمروا مجد هذا الوطن ثقافة وابداعا . راجين ان تكون البشارة التي حلت يوما على مريم منذ الفي سنة فأثمرت في العالم سلاما ومحبة ان تحل اليوم على وطننا بشرى امل وعمل لا مناسبة احتفالية تتحول مع الوقت الى ذاكرة النسيان.
واضاف : يحاولون تحطيم التراث وهدم الكنائس والمعابد ظنا منهم انهم يهدمون حقيقتنا ويسلخوننا عن ارضنا ولا يدرون ان اصالتنا لا تكمن في تماثيل اثرية او جدران وصروح بل في تراكم الزمن الذي جمعنا معا وفي ايماننا المشترك مسلمين ومسيحيين . هذا الايمان الراسخ رسوخ المحبة ولقد شاء بعض المدعين المسيحية ان يخترعوا مسيحا آخر وبعض المسلمين ان يحرفوا وينشئوا دولا لا تعترف بحدود ، فليعلم الجميع ان اولئك المسيحيين الد اعداء المسيحية واولئك المسلمين ابعد ما يكونون عن الاسلام . ولكل من عصب عينيه فاحتجبت عنه الرؤية نقول : نحن فتحنا عيوننا ليرى واحدنا نفسه في الآخر .. يجب ان نبدأ ان لا نخاف من بعضنا بل يجب ان نخاف على بعضنا . وسنظل على هذا الانفتاح لأننا به نبني ونشارك معا حول سيدتنا مريم ، معا لبناء وطن التسامح والغفران واللقاء.





