بهية الحريري رعت ملتقى اللغة العربية التخصصي بعنوان "واقع اللغة العربية: خطوات نحو التنمية"

برعاية وحضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب السيدة بهية الحريري، ومشاركة ممثلين عن 45 مدرسة من جميع محافظات لبنان، نظمت شبكة المؤسسات التربوية "ملتقى اللغة العربية التخصصي" تحت عنوان: "واقع اللغة العربية في مدارسنا: خطوات نحو التنمية"  في فندق رامادا بلازا -بيروت، وحضر الملتقى: ممثلة وزير البيئة محمد المشنوق السيد عفت ادريس شاتيلا ، ممثل الوزير السابق دميانوس خطار الدكتور انطوان خطار وحشد من الشخصيات الرسمية والتربوية والمهتمين الىجانب محاضرين من لبنان ودول عربية أخرى .

كزبر

استهل حفل الافتتاح بتلاوة قرآنية من المقرىء الشيخ زكي العسلي فالنشيد الوطني اللبناني وترحيب من عريف الحفل حسن فاعور ، تحدث رئيس شبكة المؤسسات التربوية كامل كزبر فاعتبر ان هذا الملتقى الأول يأتي تتويجا لعمل متواصل منذ اكثر من سنتين في خدمة التعليم من خلال هذه الشبكة التربوية . متوقفا عند سبب اختيار موضوع اللغة العربية عنوانا لهذا الملتقى فرأى ان اللغة عامة والعربية على وجه الخصوص ذات صلة بالنفس ، لها تاثيرها على العاطفة والخيال والابداع وحتى الجسد وهي انعكاس شوق الانسان الى الجمال والكمال والمثال. وقال : لأجل ذلك كان اهتمامنا بلغتنا وهذا شرف كبير للشبكة ، وان ياتي هذا الملتقى برعاية السيدة بهية الحريري شرف اكبر يضاف للشبكة واللغة معاً، حيث استطاعت ان تجمع المدارس الرسمية والخاصة للعمل معا في كافة المجالات التربوية ، واني لفخور بهذه التجربة الرائدة والتي رسختها السيدة بهية الحريري وتابعتها باهتمام منذ انطلاقتها الأولى ، ولطالما كانت تدعو الى تعميم هذه الفكرة والتجربة على كافة الأراضي اللبنانية .ولا اخفي عليكم اننا اتوحينا من هذه الفكرة مشروعا يجعل من الشبكة مجالا للتوسعة لتضم المؤسسات التربوية المتواجدة على الأراضي اللبنانية بعد ان ثبت بالأدلة العلمية ان التعاون التربوي وصقل المهارات اللغوية والاستفادة من الخبرات لا يقتصر على فئة معينة او طيف واحد وانما هو لكل  اللبنانيين من اجل النهوض بمؤسساتنا التربوية التي تتولى بدورها بناء الأجيال . وختم قائلا: اذا كانت اللغة هي التي اكدت انسانيتنا فان هذا الملتقى يؤكد حرصنا على هذه اللغة العظيمة والعمل على المحافظة عليها جيلا بعد جيل من خلال تبادل الخبرات بين المعلمين بعد دراسة معمقة لنقاط الضعف في تعليم اللغة وصولا الى قواسم مشتركة من الحلول لتبقى لغتنا من مظاهر جمال امتنا تنبض بالحياة وتعبر عنها وتحفظ ديمومة تراثنا العريق . 

الحريري

وبعد عرض فيلم توثيقي عن شبكة المؤسسات التربوية واهدافها وعن اهمية اللغة العربية ، تحدثت راعية الملتقى النائب بهية الحريري فقالت:إحتفلنا بالأمس بعيد الأمهات واخترنا شعاراً "لأمي ووطني الأم " لنرفع الوطن إلى المرتبة المثلى في حياتنا وهي مرتبة الأمهات .. لأنّنا نفهم الوطن أماً لجميع أبنائها  تحبهم وتحتضنهم جميعاً.. ولا تفرق بينهم في المودة والرعاية..  وتريدهم الأفضل في كلّ أمر وفي أي وقت على مدى الحياة..   ولهذه الأسباب تطلق الشعوب على أوطانها الوطن الأم الذي قد نغادره أو نهجره.. إلا أنّنا عندما نتحدث عن اللغة الأم فإنّنا نسكن فيها وتسكن فينا.. لانغادرها ولا تغادرنا.. نعبّر بها ونفكر فيها.. ونتصالح ونتخاصم.. ونحبّ ونكره.. ونغنّي ونبكي.. ونتفاهم ونترقى.. إنّها كلّ ما نعقله وما نحسّه أو نراه أو نحلم به أو نخافه  .. فاللغة الأم هي الأمة بحاضرها وماضيها ومستقبلها ونهوضها وتعثّرها.. واللغة العربية هي أمّنا.. التي حفظت وجودنا يوم هزمنا وكانت رايتنا يوم انتصرنا.. واللغة العربية بقيت يوم زالت دولنا.. وتقاطرت لغات العالم قرناً بعد قرن.. فزالت لغاتهم وبقيت العربية .. حتى صارت سمة لكلّ من نطق بها.. وهوية لكلّ من أتقنها..لغتنا تعرفنا قبل أن نعرف أنفسنا من اليوم الذي بدأنا نهمس بحروفها.. ونتعرف على محيطنا بتعابيرها.. ونصوغ فيها ما نريد.. ونسمع عبرها الآخرين .

واضافت: إنّ يوم اللغة العربية هو كلّ يوم من الصباح حتى المساء.. وهي الآن كالماء والهواء الذي أدرك الإنسان بعد آلاف السنين بأنّهما عرضة للتلويث أو الهلاك .. وبدأت أطروحات المناخ وقمم المناخ وأدرك الانسان بأنّ الهواء والماء.. اللذان كانا بديهيين في حياة البشرية.. الآن لم يعودا كذلك بعد أن أُمعِن في إحراق المناخ الضروري من أجل الثروات البائدة  .. وكذلك هي اللغة التي اعتقدنا بأنّها بديهية كالماء والهواء فإذا بنا نجدها عرضة للتلوّث والإنقراض ..أشكر شبكة المؤسسات التربوية على هذا الملتقى المميز.. والذي أخذ مفاهيم التنمية البشرية المستدامة.. والتي قصد بها هو أنّ البشرية هي المستدامة.. وأنّه من حقّ الشعوب القادمة أن تجد على هذا الكوكب أسباب الحياة البديهية من طبيعة وماء وهواء.. وإنّني أضع نفسي في تصرف خطوات التنمية للغة العربية لكلّ الأجيال القادمة التي تحمل في جيناتها كلّ تلك الثقافة العربية ولا تجد لغتها العربية ..وختمت الحريري متمنية  لملتقى اللغةالعربية التخصصي النّجاح والإستمرار.

تكريم الحريري والمحاضرين

بعد ذلك كرمت شبكة المؤسسات التربوية راعية الملتقى النائب الحريري فقدم لها كزبر درع الشبكة والملتقى لها ، ثم جرى تكريم الضيوف المحاضرين بدروع تكريمية سلمتها لهم الحريري بمشاركة كزبر وهم : محمد توفيق ابو علي ، ايمن القادري ، الدكتور خليل عجينة، الشيخ ابو بكر الذهبي ، الشيخ زكي العسلي ، الدكتور وليد السروجي، الدكتور باسم حموضة تسلمها عنه وائل شرف .

جلسات الملتقى

ثم استؤنفت جسلت الملتقى استُهِلت الجلسة الأولى بكلمة ضيف الملتقى الأستاذ الدكتور محمد توفيق أبو علي الذي أشار إلى أهمية اللغة العربية والعلاقة القائمة بينها وبين أبنائها على أساسين اثنين: الوظيفة التواصلية والوظيفة القدسية. أما التواصلية فهي التي تربط الناس ببعضهم وتحلق بهم في سماء الإبداع  والشعور، وأما القدسية فذاك الشرف الذي مُنح لها بنزول القرآن الكريم فيها.
ثم كانت محاضرات حول ثلاثة محاور:

- المحور الأول بعنوان "معلم اللغة العربية :الواقع والمرتجى" وقدم المحاضرة الشيخ الأستاذ أبو بكر الذهبي الذي عرض لواقع معلم اليوم، وللتحديات التي يواجهها والمشاكل التي يعاني منها، مستحضرا ذلك من الواقع المُعاش، وطلب من الباحثين والمعلمين المشاركين في ورشة العمل إيجاد الحلول المناسبة لتلك التحديات والصعوبات.

- المحور الثاني بعنوان: "اللغة العربية في المناهج التعليمية"، قدمها الدكتور خليل عجينة مشيرا فيها إلى أن اللغة هوية وأداة تعبير واتصال لناوأننا نحتاج إلى أن نقف وقفة متأنية على منهج اللغة العربية في مدارسنا بوصفه منظومة متكاملة كي ندرك مواطن القوة ومواطن الضعف في مكوناته والتحديات التي تواجهنا في تعليم اللغة العربية صاحبة الجلالة والفرص التي يمكن أن نستغلها حتى نرقى في رسالتنا ونحن نخدم اللغة العربية الأدبية. وإن هذه الوقفة تدفعنا إلى إعادة صياغة الأهداف والاجتهاد في محتوى الموضوعات حتى تتوافق مع اهدافنا ونبدع في طرائق التدريس ووسائله وننوع في أساليب التقييم ونحرص على تأمين بيئة تعليمية يستطيع المتعلم أن يتفاعل معها فنرى نجاحنا في نجاحه.

- المحور الثالث بعنوان: " المتعلم وتحديات العصر" تناول الدكتور أيمن القادري فيها ما يواجهه المتعلم في حصص اللغة العربية من شعور بأنها ليست ذات وظيفة ملحة في حياته ومن تصور أنها لا ترتبط بالحضارة التي يطلبها، كما تناولت دور أولياء الأمور في إبعاد أولادهم عن الارتباط بهذه اللغة وفي إهمالها، علاوة على شعور الطالب بأن بلوغ العلامة القصوى في اللغة العربية مستحيل.

- ثم أقيمت ثلاث ورش عمل تطبيقية حول العناوين المذكورة حيث جرى مناقشة النقاط المطروحة والخروج بتوصيات بشأنها تمت تلاوتها وسوف ترفع إلى إدارات المدارس بصيغتها النهائية.