الصايغ حاضر حول "أزمة الشغور الرئاسي " في لقاء حواري لـ" المستقبل" - الجنوب

نظمت منسقية تيار المستقبل في صيدا والجنوب لقاءاً حوارياً مع نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ حول " ازمة الشغور الرئاسي " في مقر التيار في عمارة المقاصد صيدا ، تقدم حضوره ممثلون عن حزب الكتائب والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي في الجنوب وفاعليات اقتصادية وبلدية واهلية واجتماعية  ومنسقو واعضاء عدد من دوائر وقطاعات ومكاتب التيار وحشد من ابناء المدينة .

استهل منسق عام المستقبل في صيدا والجنبو الدكتور ناصر حمود اللقاء بكلمة ترحيب بالدكتور الصايغ معبرا عن " تقدير تيار المستقبل الكبير لحزب الكتائب اللبنانية الذي  ساهم بشكل فعال  في  انتفاضة الاستقلال عام 2005"  مستذكرا "القائد الوطني  الكتائبي بيار امين الجميل الذي استشهد  دفاعأ عن  استقلال وسيادة  لبنان العربي، لبنان العيش المشترك" ومتوجها بتحية الى شهداء ثورة الارز الذين استشهدوا دفاعاً عن لبنان الوطن  والرسالة. 

وقال: يواجه لبنان اليوم سلسلة لا تنتهي من الازمات الداخلية والخارجية و في مقدمها عدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية رمز الدولة و البلاد . و على الرغم من وجود ثلاثة مرشحين لهذا المنصب الا ان البعض يضع شروطاً لحضور جلسة انتخاب رئيس للجمهورية و هي انتخاب مرشحه الوحيد و  الاوحد ...ومن المؤكد ان هذا الامر لا يتوافق مع النظام اللبناني الديموقراطي كما قال رئيس حزب الكتائب سامي الجميل لان ذلك يعني تعيين رئيس الجمهورية وليس انتخابه .. و كما قال الرئيس سعد الحريري ايضاً ان  الخيار في دولة  ديموقراطية جوهر نظامها تداول السلطات يفرض حضور النواب الى المجلس النيابي  وانتخاب رئيس للجمهورية. 

واضاف:  ان مبادرة الرئيس سعد الحريري لديها فضائل كبيرة لانها  حرّكت الملف الرئاسي ... وان ترشيح الدكتور سمير جعجع  للنائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية  هي خطوة ايجابية ايضاً ولكن " مشهد معراب " والكلام للدكتور سليم الصايغ " يبقى مجرد فقاقيع  تذهب مع الوقت اذا لم يثمر بالسياسة " و لهذه الاسباب  يجب الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية و لكن السؤال الاساسي الذي يفرض نفسه هو :  كيف و متى ؟ و هل يمكن  انتخاب رئيس للجمهورية  بشروط  حزب الله ؟".

ثم تحدث الدكتور الصايغ فرأى ان "الاستحقاق الرئاسي اليوم ليس استحقاقا عاديا، بل هو استحقاق وطني واستحقاق خيار اي لبنان نريد ، واي رئيس بأي لبنان نريد ". وقال:  نحن خرجنا منذ عشر سنوات قدمنا فيها الغالي والرخيص حتى نثبت هوية لبنان ونثبت الثوابت والمعايير التي على اساسها لا زلنا منتظمين بالشأن العام ملتزمين بالانخراط ميدانيا في هذا الوطن .. ما جمعنا اننا مؤتمنون على مصير وطن واردنا كل اللبنانيين ان يكونوا كذلك، لذلك سرنا معا بثورة الارز .. 

واضاف: يمكن ان نتفق وان نختلف في 14 اذار ويمكن ان ننتقد 14 اذار ويمكن ان نتمايز ويمكن ان لا نتمايز ولكن لم نخرج من القيمة ومن النضال ومن عمقه .. شهيد تلو الشهيد سقطوا ليس بالصدفة ، الاغتيالات التي حصلت اغتيالات سياسية لا تقارن باي شهادة اخرى مع احترامي لكل شهداء الاخرين .. ومن اغتال بيار الجميل لم يغتل شخصا انما اغتال فكرة وكرامة ومشروع يتخطى الشخص .. 

واعتبر الصايغ ان " المصالحة المسيحية يجب ان يكون 150 بالمئة من اللبنانيين معها ويصفقوا لها وليس 85 بالمئة "، وأنها "يجب ان تعمم لتكون مصالحة بين كل اللبنانيين ، وان يقوم كل فريقين لبنانيين اختلفا واستعملا لغة السلاح بينهما ان يقوما بهذه المصالحة". وقال: لكن مشكلتي بالسياسة منذ عشر سنوات هي في الذي اخذ لبنان الى غير مكان وانه يأتي اليوم من يقول لي من 8 اذار " تفضل اما ان تمشي بالجنرال عون واما ليس لديك رئيس" ..

وتابع: ان هذا الترشيح الاحادي الجانب من قبل حزب الله مفروض فرضا علينا كلبنانيين والمطلوب ان نتعامل معه كواقعية سياسية وكحكم مبرم ، لا يضرب فقط مصالح فئة في لبنان وانما يضرب فلسفة وجود لبنان من اساسها .. اذن هذه هي الاشكالية وتداعياتها كبيرة جدا ، تداعياتها على علاقات لبنان العربية والاسلامية . فهل يعقل ان آت برئيس جمهورية للبنان يفتعل مشاكل كل يوم ..تصوروا لو ان لدينا وزير خارجية غير الوزير باسيل واخذ لبنان ذات الموقف في جامعة الدول العربية، فهل كانت اخذت الترددات التي تأخذها اليوم ؟ اكيد لا ، فالموقف الذي اخذه لبنان في الـ2011 مع الوزير عدنان منصور والنأي بالنفس لم يأخذ ذات التداعيات ، لماذا ؟ لانه كان لدينا الرئيس ميشال سليمان آنذاك الذي اتصل بالاشقاء العرب ورئيس البلاد كما تقول المادة 49 بالدستور مع احترامنا لكل الزعامات اللبنانية ولكل المواقع الدستورية ، الدستور قال ان رئيس البلاد هو رئيس الجمهورية، وليس رئيس الحكومة الذي يجمع حكومته سبع ساعات ليصدروا ورقة ولا رئيس مجلس النواب يجول الكرة الارضية ويقول لهم نحن في لبنان لسنا هكذا .. رئيس البلاد اقدر اكثر على ان يعبر عن موقف لبنان عندما تكلم الرئيس سليمان عام 2011 وقال للاشقاء العرب " امسحوها بدقني " قالوا له " تفضل 3 مليار دولار هبة للجيش اللبناني "، هذه هي الثقة التي كانت في لبنان .. 

ولفت الصايغ الى ان الصراع في لبنان اليوم ليس طائفيا وان اخذ مظهرا طائفيا، وانما هو  سياسي ، وقال: نحن اختلفنا مع 8 اذار على الموقف من الاحتلال السوري للبنان والذين جمعوا انفسهم وقاموا بتجمع الوفاء لسوريا وكان ردة فعل اننا نزلنا في 14 اذار ليس فقط وفاء لدم رفيق الحريري وانما لانه اردنا ان يخرج السوري من ارض لبنان ..ومنذ عشر سنوات للان الصراع ليس بين مسلم ومسيحي ، بل الصراع سياسي حول عناوين سياسية .

وراى الصايغ ان الاشكالية المطروحة اليوم واكبر خطر على المسيحيين في لبنان هو تصوير المشهد وكأن الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق مسيحي ينعكس فيما بعد على البقية .. رئيس الجمهورية هو رئيس البلاد لا احد يغيره ويستمد سلطته مباشرة من الشعب اللبناني عبر مجلس النواب وبالنتيجة هو رمز الوحدة وهو الحكم ولو لم يكن لديه صلاحيات . الاستحقاق هو استحقاق وطني ولا احد منع المسيحيين ان يتفقوا مع بعضهم على رئيس جمهورية الا حزب الله ، وانا اطلب من حزب الله اليوم اذا كان حقيقة يقول ان هذا الاستحقاق مسيحي ان يقول علنا ، وكذلك كل الافرقاء غير المسيحيين ان يقولوا "نحن لا نؤيد احدا ولسنا ضد احد في هذه الانتخابات وما يتفق عليه المسيحيون نحن نمشي به "، بمعنى اخر يسحب حزب الله دعمه للجنرال عون ويقول انا اؤمن النصاب، والمهم ان يتفق المسيحيون ..

وعن الخيارات المطروحة قال: امامنا خيارات مفتوحة للمستقبل طبعا ان نأتي برئيس من 14 اذار وحقيقة هذا هو افضل الممكن ولكن هناك استحالة بهذا الامر طالما ان حزب الله يقول " هذا او لا احد "، وموقفنا في حزب الكتائب اننا حاضرون لتبني شخص قادم من 8 اذار شرط ان لا يحمل مشروع 8 اذار ... القضية اصبحت بالنسبة لنا خيارات غير مقبولة ، لم يأتنا اي جواب على اسئلتنا ، نحن لم نقل لحزب الله ان يسلم سلاحه ولكن انت كرئيس جمهورية يجب ان يكون لديك تصور انه بعد سنة هذه خارطة الطريق وانه على اساسها تمشي حتى يكون هناك وحدة السلاح بهذا البلد حتى اطمئن اصدقائي وشركائي اللبنانيين والخارجيين ان مشروع دولتنا ممكن وليس سرابا .. 
واضاف: الخيارات مفتوحة امامنا اكيد اليوم ليس خيار الجنرال ميشال عون ، الخيارات الاخرى من 8 اذار اليوم ..الوزير سليمان فرنجية يوجد حوار معه بالنسبة لنا ككتائب وهو مقرب اكثر بكثير من الجنرال عون لكن ايضا يوجد اسئلة سألناه اياها من دون تحدي ولا كيدية ولا استفزاز منذ اول لحظة : يا سليمان بك هناك قضايا واضحة ، منها انت آت من 8 اذار فكيف تضمن ان يأتي رئيس حكومة من 14 اذار ؟ نحن على ثقة لو سلمنا جدلا انك ستقوم بخطاب تتبنى فيه اعلان بعبدا كما هو وتقول وفي مقابلة تلفزيونية كلاماً متقدما بالنسبة لسلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا وغيره .. هذا كلام جميل ويريحنا اكثر من كلام الجنرال عون ، ولكن بالعملية السياسية اولا اريد ان اعرف هل انت مرشح 8 اذار وانا يهمني ان تكون مرشح 8 اذار وتأتي تقول "انا مرشح 8 اذار ولكن انا اريد ان احكم بالوسط واتبنى الخطاب الذي يجمع كل الناس .. انا يهمني ان يأتي شخص من 8 اذار قوي ولكن بذات الوقت لا يذهب الى حزب الله اي لا يأتي ليأخذني عند حزب الله وانما ليأتي بهم الى لبنان الى منتصف الطريق بين 8 و14.

وقال: طالما ان الوزير سليمان فرنجية ليس حاضرا ان يعطينا تصورا لاي عملية سياسية تكفل هذا التوازن في البلد حتى يكون لدينا تضامن او حماية لهذا لبنان ..اعتقد ان 14 آذار بالحالة التي هي فيها اليوم  ليس هناك من ضمانة .. اذاً من اين نأتي برئيس ؟. اقول ان هناك الكثير من الشخصيات متعلمة وبذات الوقت يجب ان نعطيها فرصة لتستطيع ان تشكل بأدائها ولديها تاريخ مشهود لها ونستطيع ان نقول ايضا ان هؤلاء الاشخاص لديهم مصداقية لا اريد ان اذكر اسماء حتى لا نحرقها او يقال اننا نرشح من صيدا اشخاصا اخرين. ولا يمكن بذات الوقت ان نأتي برئيس ضد حزب الله ..

وختم: اود ان اذكر امرا في احدى المقابلات التلفزيونية معي قالت لي المقدمة ان الرئيس الحريري لم يرشح نفسه لرئاسة الحكومة قلت لها " ليه متل ما بدو  "، نحن نطلب ان يكون رئيس حكومة وليست القصة انه هو من يريد ، الرئيس الحريري هو رمز الاعتدال في لبنان ، انا عليّ خطر وجودي كلبناني او كمسيحي اذا لم يكن المعتدلون الواعون والاقوياء هم من يمسكون  دفة البلاد .. هذا الاعتدال نقويه بالممارسة وليس بالخطابات .

وراى الصايغ ان حزب الله اليوم ليس قادرا ان يصرف قوته في لبنان وان من يربح في سوريا اليوم هي روسيا فقط لا غير.. وعندما يعود حزب الله الى لبنان وتنتهي قصة سوريا سيرجع مع كلفة معنوية واقتصادية واجتماعية وقد تكون سياسية ، فمن سيتلقف هذا الامر ، نحن واياكم..  حزب الله اخوتنا في هذا البلد ويمثلون شريحة كبيرة من الشعب اللبناني .. لذلك نريد معادلة وطنية ترتكز على الاعتدال والتوافق مسيحيا على رجل يجمع ولا يفرق ..

وكان سبق الندوة توقيع الحاضرين على وثيقة التضامن مع الاجماع العربي والوفاء للمملكة العربية السعودية التي اطلقها الرئيس سعد الحريري ..