بهية الحريري رعت تخريج طالبات" ثانوية حكمت الصباغ – يمنى العيد الرسمية ": صيدا التي اعتادت تحويل أزماتها الى فرص
اعتبرت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري ان ما يشهده لبنان في هذه الساعات من ازمات بيئية ، عانت منه مدينة صيدا لسنوات طوال ، وكانت على الدوام تحول ازماتها الى فرص وها هي اليوم تحول جبل البشاعة الى واحة من الجمال.
وخلال رعايتها تخريج طالبات "ثانوية حكمت صباغ- يمنى العيد الرسمية للبنات" في صيدا حيث اطلقت على هذه الدفعة طليعة "لبنانيات مئوية دولة لبنان الكبير" ، اعتبرت الحريري ان صيدا التي أعطت الكثير من قلبها ومحبتها وأخوّتها والتزامها بخيار الدولة القادرة والعادلة والحديثة يؤلمها أن يتنكّر الكثيرون لها ولتضحياتها ..
تقدم حضور الإحتفال الذي أقيم في باحة الثانوية: منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، ممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عضو المجلس البلدي محمود شريتح ، رئيسة الدائرة التربوية في الجنوب سمية حنينة، الاديبة حكمت الصباغ (يمنى العيد )، وعدد من مدراء الشبكة المدرسية لصيدا والجوار واعضاء الهيئتين الادارية والتعليمية للثانوية واهالي الخريجات.
الجبيلي
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الثانوية وكلمة ترحيب من عريف الحفل المربي عماد حمزة ، تحدثت مديرة الثانوية فادية الجبيلي حيث تطرقت في كلمتها الى عدد من القضايا التربوية المتصلة بالمدرسة الرسمية عموما لا سيما ما يتعلق بتأخر وصول التعاميم الرسمية في حينها . وقالت: ان العام الماضي كان عاما غير كل الأعوام حيث بدأت العوائق بلا حدود من نقل للأساذتة وتخلف اخرين ومنع من التعاقد مع اساتذة جدد فضلا عن ملابسات الأداء العام من حيث عدم وجود مرجعية معتمدة في الوزارة لحل المشكلات وتأخر وصول التعاميم الضرورية في الوقت المناسب وآخرها تلك المذكرة التي تشير الى الاعفاء من رسوم مجلس الأهل في مرحلة التعليم الأساسي والتي لم تصلنا حتى ما بعد البدء بالتسجيل مما اثار دعايات مسمومة ومغرضة بحق الثانوية وانتشارها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، لكننا لم نهن ولم نتخاذل، واجهنا المصاعب كلها ومختلف العوائق برباطة جأش وبارادة الفريق الواحد ادارة واساتذة ، حتى اوصلنا طالباتنا الى بر النجاح الفسيح بنتائج ترفع الراس .. ويسرني ان اعلمكن ان نسبة النجاح في ثانويتنا قد بلغت مئة بالمئة كما هي العادة وان ثلاث من بناتنا حللن في المراتب الاولى في فرعي علوم الحياة والانسانيات وان ثلاث طالبات اخريات حصلن على منح دراسية كاملة في الولايات المتحدة الاميركية ناهيك عن نيل اثنتين او اكثر من خريجاتنا منحا كاملة من الجامعات المحلية .
الحريري
ثم تحدثت راعية الحفل النائب بهية الحريري فقالـت : عاماً بعد عام يأخذ هذا الاحتفال الحدث مكانه المشرق والجميل في سياق حياتنا المثقلة بالتعب والضجيج .. وفي كلّ عام نقف هنا لنجدّد الأمل بغدٍ أفضل لبناتنا وأبنائنا .. وبوطننا الوحيد لبنان.. في كلّ عام نجد الكثير من الكلام لنقوله ونحن نحتفل بجيل جديد من خريجات ثانوية البنات في صيدا .. وهن مرفوعات الرأس عاليات الجبين.. وكلّهن عزيمة وقوة وإرادة ..يتطلّعن إلى المستقبل الآمن والمستقر والمزدهر .. ليكملن طريقهن طلباً للعلم والمعرفة .. وليحققن أحلامهن بالتّقدم والنجاح..نأتي كلّ عام لكي نستمدّ من بريق الأمل في عيونهن بعض الأمل .. لكي نكمل ما بدأناه قبل عقود طويلة في إعادة بناء الثّقة بين الإنسان ووطنه لبنان .. تلك الثّقة التي كلما أعدنا بناء جسر هنا يُدمّر جسر هناك .. وكلّما عبر جيلٌ إلى بر الأمان يضيع منّا جيل آخر في العبث وعدم المسؤولية والإستهتار في بناء مؤسسة الدولة .. وكأننا أمام لعنة كبيرة تجعل دائماً من أفراحنا ممزوجة بالأحزان.. نأتي إلى ثانوية البنات في صيدا وكلّنا ثقة بأنّنا سنجد كلّ تضحية وتفانٍ من الإدارة الرشيدة.. والهيئة التعليمية المتنورة.. والطالبات التّواقات إلى العلم والحياة.
واضافت : وكما في كلّ عام نسأل أنفسنا كيف مرّ هذا العام الدراسي رغم التّحديات والجراح والأحزان والنكبات والتوترات في كلّ ناحية ومجال.. وكيف استطاعت هذه المدرسة إدارة وهيئة تعليمية وطالبات أن يحققوا كلّ ذلك التّفوق والنجاح .. فننسى لساعات هموم الأيام وعثراتها ونستمدّ من هذه العزيمة الكثير من الأمل والرجاء.. نأتي كلّ عام إلى هنا لنلاقي صيدا التي نحب .. صيدا التي تكاد أن تسأم من التّعالي فوق الجراح والارتكابات.. والتنكر لوداعتها وأخوّتها مع أهلها وجيرانها.. وكلّ جزء وفرد من كلّ لبنان .. صيدا التي أعطت الكثير من قلبها .. وإخلاصها.. ومحبتها.. وخيرها.. وأخوّتها.. وصداقتها.. والتزامها بخيار الدولة القادرة والعادلة والحديثة.. إنّ صيدا يؤلمها أن يتنكّر الكثيرون لها ولتضحياتها.
وتطرقت الحريري الى الشأن البيئي فقالت : إنّ ما يشهده لبنان في هذه الساعات من أزمات بيئية عانت منه صيدا لسنوات طوال وتعاظم حتى صار جبلاً كادت أن تمحوا كلّ ما هو جميل وعريق في صيدا التراث العريق منذ آلاف السنين وصيدا العلم والمعرفة والصحة والتجارة والحرف.. كلّها كادت أن يذهب بها جبل الإهمال الذي فرض عليها.. إلاّ أن صيدا الآن كما كانت على الدوام تحوّل أزماتها إلى فرص .. وآلامها إلى قوة وهمة وعزيمة.. ها هي تحوّل جبل البشاعة إلى واحة من الجمال.
واعلنت الحريري عن اطلاق " طليعة لبنانيات لبنان الكبير " على دفعة هذا العام من خريجات الثانوية فقالت : كنّا قبل أيام أي في الواحد من أيلول من هذا العام نستعد للاحتفال بالذكرى الخامسة والتسعين لإعلان دولة لبنان الكبير في العام ١٩٢٠ .. وأردنا أن تكون الذكرى المئوية لقيام دولة لبنان الكبير من صنع لبنانيات لبنان الكبير.. إلاّ أنّ الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان جعلتنا نؤخر هذ الاحتفال.. إلاّ أنّنا اليوم وفي الخامس عشر من أيلول ومن ثانوية البنات في صيدا.. هذ الصرح التربوي الكبير المحصن بالمناقبية والأخلاق الوطنية والتربوية والإنسانية والحداثة والتنور.. نرى في هذه الدفعة من الخريجات طليعة لبنانيات دولة لبنان الكبير الذي نتطلع في مئويته لأن يكون وطناً للمعرفة ..ويشرفني أن أعلق على صدورهن قبل أي لبنانية شعار لبنانيات دولة لبنان الكبير.. وأتوجّه من إدارة الثانوية وهيئتها التعليمية.. ومن أسر الطالبات بعظيم التقدير والتهنئة بالتّفوق والنجاح.. وستبقى هذه المناسبة من كلّ عام محطة مضيئة لا بل مشعة مهما تعاظم الظلم والظلام.. وقلدت الحريري بالمناسبة المديرة الجبيلي وسام " لبنانيات دولة لبنان الكبير".
يمنى العيد
وكانت كلمة للأديبة يمنى العيد ( حكمت الصباغ ) عبرت فيها عن فخرها واعتزازها بأن يطلق اسمها على هذا الصرح التربوي العريق ..وقالت: اشكر السيدة الفاضلة النائب بهية الحريري التي اعادتني الى صيدا المدينة التي احتفظ لها في قلبي بمكانة سرية وليس فقط خاصة ،واشكرها لانها اعادتني الى هذه الثانوية التي لها تاريخ في حياتي، تاريخ من التعب والفرح والاحلام ، اشكر ايضا السيدة المديرة الحالية فاديا جبيلي كما اشكر المديرات الغائبات اللواتي حافظن بكل اخلاص على مستوى معين لهذه الثانوية وجهدن جميعا لبقائه واستمراريته ، واتوجه بمحبتي الى المتخرجات والى كل الطالبات في الثانوية بكثير من الاعتزاز بهن وبطلب واحد هو انهن عندما يتخرجن لا ينسين هذه الثانوية لتبقى منارة للعلم وللمعرفة وللتقدم وللحرية وللانطلاق وللحلم وللامال ولكل ما نريده ان يتحقق في هذا الوطن الحبيب لبنان.
ثم توالت كلمات لكل من الطالبة المتفوقة رهام طه باسم زميلاتها الخريجات ولرئيسة مجلس الاهل نسرين دندشلي ضافر وكلمة لر ابطة خريجات الثانوية القتها نجاة الحريري ، قامت بعدها الحريري بمشاركة المديرة الجبيلي بتوزيع الشهادات على الخريجات والجوائز على الأوليات منهن.
كما جرى توزيع "جائزة يمنى العيد " وجائزة "المربي المرحوم برهان الدين حنيني "وجائزة محمود كاعين " على عدد من متفوقات الثانوية في غير مجال ثقافي وادبي وعلمي ، الى جانب الجوائز المقدمة لأوليات الصفوف الانتقالية .





